مقال إخباري
مؤشر QIMA للربع الثاني بعام 2024
مؤشر توجهات السوق للربع الثاني من عام 2024: هل يكون ارتفاع المشتريات في الربع الأول من العام بارقة أمل لتجار التجزئة في الغرب؟!
بعد عام من التباطؤ الاقتصادي وتراجع مستويات الطلب، شهد الربع الأول من 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في أحجام التوريدات على جميع المستويات، سواء في مناطق التوريد من الخارج البعيدة أو أسواق التوريد من القريب. هذا النمو في المشتريات يرجع إلى العديد من العوامل، من بينها تلاشي مخاوف الركود وتحسن معنويات المستهلكين في الغرب، بالإضافة إلى إعادة تعبئة المخزون بعد انتهاء موسم العطلات واتجاه العلامات التجارية إلى اعتماد الشحنات الكبيرة للتخفيف من أوقات عبور الشحن الأطول على الطرق المتأثرة بأزمة البحر الأحمر.
يقدم هذا التقرير لمحة مبكرة عن حالة قطاع التوريد في عام 2024 وأهم التوقعات للأشهر الثلاثة القادمة استنادًا على استبيانات شركة QIMA المتعلقة بعمليات فحص المنتجات وتدقيق المصانع، بالإضافة إلى الاستطلاع الذي أجريناه مؤخرًا على أكثر من 800 شركة.
التوريد من الصين يبدأ عام 2024 بانتعاش كبير
على الرغم من أن استبيانات شركة QIMA أفادت بأن معظم خطوات النمو في الصين خلال عام 2023 كان وراءها زيادة الطلب في الأسواق الناشئة، إلا أن الربع الأول من عام 2024 شهد أيضًا انتعاشًا في زيادة طلب الدول الغربية على المنتجات المصنوعة في الصين، حيث زاد الطلب على عمليات الفحص والتدقيق في الصين بين المشترين المقيمين في الولايات المتحدة بنسبة +12% على أساس سنوي، بينما كان معدل النمو أسرع بين العلامات التجارية الأوروبية: خاصة من المشترين المقيمين في ألمانيا (نمو سنوي +35%) وفرنسا (نمو سنوي +30%) وهولندا (نمو سنوي +33%). على الناحية الأخرى، استمر الاهتمام بالقدرات التصنيعية في الصين بين المشترين في الأجزاء الأخرى من قارة آسيا وأمريكا اللاتينية. كما زاد الطلب على عمليات الفحص والتدقيق في جميع المجالات.
تتوافق هذه الاتجاهات مع ميول المشترين التي لوحظت في أحدث استطلاع أجرته شركة QIMA، حيث يخطط ثلثا المشاركين في الاستطلاع على مستوى العالم للحفاظ على حجم أعمالهم التجارية مع الموردين الصينيين أو زيادتها خلال عام 2024، حيث أعرب 59% من المشترين الأمريكيين و 68% من الأوروبيين عن خطط مماثلة. وبالنظر إلى بعض الصناعات المحددة، سنجد أن القطاعات ذات الاهتمام الأكبر بالتوريد من الصين تضم صناعات متنوعة مثل الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية والمنتجات الترويجية.
الشكل C1: خطط التوريد من الصين لعام 2024، كما ذكرتها الشركات (حسب منطقة المشترين)
الشكل C2: خطط التوريد من الصين لعام 2024 (حسب الصناعة؛ الشركات الموجودة خارج الصين)
انتعاش ملحوظ في مجال توريد المنسوجات على الصعيد العالمي مع قيام العلامات التجارية بإعادة تعبئة المخازن بعد انتهاء فترة العطلات
تشير استبيانات شركة QIMA إلى أن العلامات التجارية المتخصصة في صناعة الملابس والمنسوجات تغتنم الفرصة وتعيد تخزين منتجاتها بعد تفاخر المستهلكين بالملابس والإكسسوارات في نهاية العام، حيث ارتفع الطلب عالميًا على عمليات فحص وتدقيق المنسوجات والملابس بنسبة تصل إلى +20% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، بعد تراجعه خلال 2023. وعلى الرغم من أن الصين تشهد انتعاشًا كبيرًا في شعبية العلامات التجارية للملابس، إلا أن منافسيها في آسيا وخارجها استطاعوا أن يواكبوا هذا النمو.
ذلك كما كثّفت العلامات التجارية في كلًا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من مشترياتها من سوق بنغلاديش، مما يبعث على التفاؤل بأن قطاع التصدير هناك سيحقق أداءً أفضل هذا العام مقارنة بالعام السابق الذي أوقفت فيه الأزمة السياسية قطاعًا كبيرًا من عمليات التصنيع في بنغلاديش. ولكن هل سيتحسن الوضع أم لا؟ مجال التصنيع في بنغلاديش يعاني من بعض المخاوف بشأن خطوات الحكومة الأخيرة التي تهدف إلى خفض الحوافز النقدية لصادرات الملابس الجاهزة.
وعلى صعيد آخر، شهدت الهند، والتي تعد من أقوى البلاد الأسيوية في مجال المنسوجات، نموًا أبطأ بكثير في الطلب على عمليات فحص وتدقيق المنسوجات والملابس (بنسبة +7% على أساس سنوي من المشترين الغربيين)، وربما يرجع ذلك إلى التنويع المستمر لصادراتها في قطاعات جديدة مثل الإلكترونيات.
ذلك كما أثبتت مناطق التوريد من القريب أهميتها بالنسبة لتوريد المنسوجات للاتحاد الأوروبي خلال الربع الماضي، حيث سجلت استبيانات شركة QIMA توسعًا مضاعفًا في الطلب على عمليات الفحص والتدقيق في كلًا من تركيا والمغرب ومصر والأردن.
انتعاش التوريد من القريب (Nearshoring) في الاتحاد الأوروبي على الرغم من المخاطر الجيوسياسية
بعد اقتناص التوريد من القريب حصة سوقية إضافية من عدد من وجهات التوريد البعيدة في عام 2023، من المتوقع أن يظل التوريد من البلاد القريبة شائعًا هذا العام بين المشترين الغربيين على جانبي المحيط الأطلسي، وذلك حسبما تشير بيانات QIMA.
ذلك حيث أن الحصة النسبية للتوريد من القريب في محافظ توريد المشترين الأوروبيين واصلت نموها بصورة مستقرة خلال الربع الأول من عام 2024، وذلك حسب إفادة بيانات QIMA خلال السنوات الخمس الماضية. واليوم، باتت أسواق الموردين المحلية والقريبة تمثل الآن 15% من إجمالي مشتريات العلامات التجارية وتجار التجزئة الأوروبيين، ويشمل ذلك قارة أوروبا (حيث شهد الموردون الفرنسيون والألمان والبلغاريون طلبًا قويًا من داخل الاتحاد الأوروبي)، بالإضافة إلى مناطق التوريد التقليدية للاتحاد الأوروبي حول البحر الأبيض المتوسط (بما في ذلك الأردن ومصر). وبناءً عليه، فإن شراكات الشركات الأوروبية مع الموردين في المنطقة القريبة ما زالت محافظة على مرونتها في مواجهة المخاطر الجيوسياسية الحالية في منطقة البحر الأحمر.
ومن ناحية أخرى، يبدو أن العلامات التجارية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها تظهر بطء في وتيرة خططها للتوريد من القريب، على الرغم من إبداء اهتمامها القوي بالتوريد المحلي (كما يظهر في أحدث استطلاع أجرته QIMA). ذلك في حين تُظهر بيانات QIMA نموًا فاترًا نسبيًا على أساس سنوي في الطلب على عمليات الفحص والتدقيق خلال الربع الأول من العام في أمريكا اللاتينية، مع استمرار تصدر المكسيك كأفضل وجهة للتوريد للمشترين في أمريكا الشمالية.
شكل N1: الحصة النسبية لمناطق التوريد البعيدة والقريبة (للمشترين القائمين بالاتحاد الأوروبي)
شكل N2: تطور اهتمام المشترين بالتوريد من القريب وإعادة التوريد بعامي 2023-2024 (حسب المقر الرئيسي للمشاركين بالاستطلاع)
هل تتعارض الطفرة الحالية في مجال التوريد مع الامتثال الأخلاقي لقوانين التصنيع؟
تزداد المخاوف من أن المصانع في مناطق التوريد قد تهمل عوامل سلامة العمال وحقوقهم أثناء اندفاعها لتلبية طلبات التوريد، خاصةً مع زيادة المشترين لأحجام شحناتهم لإعادة تعبئة مخازنهم.
تُظهر نتائج عمليات التدقيق الأخلاقي التي أجرتها شركة QIMA في جنوب شرق آسيا ارتفاعًا كبيرًا في وتيرة انتهاكات الصحة والسلامة العامة، فضلًا عن ارتفاع معدل عمالة الأطفال، حيث تم تسجيل نسب 21% و8% من الانتهاكات الخطيرة في هاتين الفئتين على التوالي في المصانع التي خضعت للتدقيق في جنوب شرق آسيا خلال الربع الأول من عام 2024، مما يمثل زيادة بمقدار الضعف تقريبًا مقارنة بمتوسط عام 2023.
بالوقت ذاته أفادت عمليات التدقيق الأخلاقي في جنوب آسيا ارتفاعًا مستمرًا في معدل انتهاكات الامتثال المتعلقة بساعات العمل والأجور، مما يشير إلى أن المصانع ربما تعتمد على العمل الإضافي بدون أجر مدفوع أو بشكل إجباري للتعامل مع الزيادة في حجم الطلبات.
تثير هذه الاتجاهات القلق، خاصةً عندما تقترن بواقع أن إمكانية رؤية سلاسل التوريد لا تزال غير واضحة في كثير من المجالات: فقد أفاد الاستطلاع الأخير لشركة QIMA أن 16% فقط من الشركات على مستوى العالم كانت قادرة على تسمية جميع الموردين المشاركين في صنع منتجاتها (بينما أظهرت أن تقربيًا ثلث الشركات لا تعرف إلا القليل عن شبكة توريدها).
الشكل E1: يوضح النسبة المئوية لعمليات التدقيق التي اكتشفت انتهاكات خطيرة في فئات معينة - جنوب شرق آسيا
الشكل E2: يوضح سلاسل التوريد التي أفادت الشركات بمعرفتها - حسب المقر الرئيسي
التواصل مع قسم الصحافة البريد الإلكتروني: press@qima.com